الاتحاد القطري لكرة القدمالمشاريع والإرث

كشفت اللجنة العليا للمشاريع والإرث مساء السبت النقاب عن تصميم استاد لوسيل الذي سيستضيف المباراتين الافتتاحية والنهائية من بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022.

ويأتي الإعلان عن تصميم استاد لوسيل ليكون آخر الاستادات الثمانية التي تعلن اللجنة العليا عن تفاصيل تصميمها في طريقها نحو استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022.

يمزج تصميم استاد لوسيل بين فنون العمارة الإسلامية القديمة والحديثة، حيث تُزخرف الواجهة الخارجية بأشكال عربية هندسية مصممة بطريقة مبتكرة تسمح بدخول أشعة الشمس لداخل الاستاد. وقد ابتكرت شركة فوستر وشركاه البريطانية رؤية تصميم هذا الاستاد، بينما يشرف على بنائه تحالف يتألف من شركة حمد بن خالد للمقاولات القطرية، وشركة سكك الحديد الصينية المحدودة. ومن المقرر إنهاء أعمال بناء هذا الاستاد عام 2020.

يتوسط استاد لوسيل مدينة لوسيل العصرية التي تبعد عن مركز مدينة الدوحة 15 كلم شمالاً. ومن المتوقع أن تصبح لوسيل بعد استكمال بنائها بالكامل مدينة المستقبل نظراً لتمتعها بكل مرافق ومقومات الحياة العصرية، إلى جانب قيمتها التاريخية الهامة في قلوب القطريين، إذ أنها المدينة التي استلهم فيها الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني رؤيته لتأسيس دولة قطر الحديثة .

وسيرحب استاد لوسيل بأكثر من 80 ألف مشجع لكرة القدم بحلول عام 2022، ليكون بذلك أكبر استادات مونديال قطر من حيث الطاقة الاستيعابية.

وفي تعليقه على هذا الإنجاز الهام، قال سعادة الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، حسن الذوادي: “اليوم وقد أعلنا عن تصميم استاد لوسيل، فإننا نضع علامة فارقة أخرى في طريقنا نحو استضافة بطولة كأس العالم لأول مرة في الوطن العربي. لقد مرت ثمانية أعوام منذ فوز ملف قطر بحق استضافة البطولة هنا، وقد وعدنا العالم منذ ذلك الحين بتنظيم بطولة مذهلة بكل المقاييس. وحريّ بنا اليوم أن نقول بكل فخر بأننا لن ندخر جهداً للوفاء بوعودنا وتقديم مونديال استثنائي لا مثيل له. ويأتي الإعلان عن تصميم استاد لوسيل تجسيداً لهذه الوعود”.

وأضاف الذوادي قائلاً: “يجسد استاد لوسيل ماضي قطر العريق ومستقبلها المشرق، إذ أن احتضان مدينة لوسيل الغالية على قلوب القطريين لهذا الاستاد المتطور يعكس تمسكنا بجذورنا وتراثنا وشغفنا بمواكبة العصر في آن واحد. يجسد استاد لوسيل الإرث الذي تسعى بطولة قطر 2022 إلى تركه للأجيال بعد انتهاء البطولة، حيث سيصبح – شأنه شأن كافة استادات البطولة- مركزاً مجتمعياً نابضاً بالحياة. ونحن نتطلع لأن تنظر الأجيال قادمة في قطر والمنطقة لهذه البطولة بوصفها فرصة أُحسن استغلالها، وأسهمت بشكل فعلي في تحقيق النهضة وتعزيز التنمية في الوطن العربي والمنطقة ككل”.

من جانبه، قال رئيس المكتب الفني في اللجنة العليا، المهندس هلال الكواري: “يعتبر الإعلان عن تصميم استاد لوسيل محطة هامة في الطريق نحو استضافة بطولة كروية لا تنسى. وتشهد أعمال البناء في الوقت الراهن ذروتها. وبدورنا، لن نتوانى عن التعاون مع كافة الشركاء لتنفيذ أعمال البناء وفق الجدول الزمني المخطط لها. ونتطلع إلى تحقيق مزيد من الإنجازات خلال عام 2019 وما بعده”.

كما قال نائب رئيس المكتب الفني في اللجنة العليا، المهندس ياسر الجمال: “ستستضيف استاد لوسيل – كما هو الحال في الاستادات السبعة الأخرى – منافاسات أهم الألعاب وأكثرها شعبية حول العالم بحلول عام 2022. ويسعدني اليوم القول بأن أعمال البناء في هذا الاستاد تشهد تقدماً ملحوظاً إلى حين انتهاء كافة الأعمال كما هو مخطط لها بحلول عام 2020. وبدورنا، نتطلع جميعاً إلى الترحيب بالعالم عام 2022”.

وعبرت الأمين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، السيدة فاطمة سامورا عن سعادتها بهذا الإنجاز، قائلة: “أنا سعيدة بأن أشهد مساعي قطر والتزامها بالتميز، وذلك من خلال الإعلان عن تصميم استاد لوسيل وكافة جهودها الرامية لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم. ولا يخفى أن كافة تصاميم الاستادات في قطر مميزة، لا سيما استاد لوسيل الذي سيستضيف النهائي في 2022. ولعل أكثر ما يعجبني في الاستادات في قطر هو دمج الثقافة العربية في تصاميمها، وأتوقع أن زوار دولة قطر في 2022 سيخوضوا تجربة غنية تعكس ثقافة وتاريخ المنطقة”.

يذكر بأن استاد لوسيل سيشهد استضافة المباراتين الافتتاحية والنهائية من بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022. ويجسد هذا الاستاد الكائن في قلب مدينة لوسيل الجديدة الإرث الذي تتطلع اللجنة العليا إلى تركه لأجيال قادمة للاستفادة منه، إذ سيتم تحويل الاستاد إلى عدة مرافق خدمية تلبي احتياجات سكان مدينة لوسيل مثل مدارس، ومساحات تجارية، وعيادات طبية، ومرافق رياضية، وغيرها. علاوة على ذلك، سيتم بعد البطولة التبرع بالعديد من مقاعد الاستاد القابلة للفك، للاستفادة منها في تطوير مشاريع رياضية حول العالم.

وفي الوقت الراهن، تسير أعمال بناء استاد لوسيل على قدم وساق وفق المخطط لها، حيث تستمر أعمال صب الخرسانة في هيكل الاستاد مع مواصلة أعمال بناء البنية التحتية. علاوة على ذلك، بدأت أعمال البناء الداخلية في الجناح الغربي من الاستاد. ومن المقرر استكمال أعمال بناء الاستاد عام 2020.

الجدير بالذكر بأن اللجنة العليا دشنت عام 2017 استاد خليفة الدولي – أول استادات البطولة جاهزية لاستقبال هذا الحدث الكروي العالمي لأول مرة في المنطقة. ومن المقرر حسب الخطة الزمنية أن يشهد عام 2019 جاهزية استادين آخرين هما الوكرة، والبيت في مدينة الخور.