متابعة: بلال مصطفى// سادت أجواء من الوجوم والأسى بأكاديمية أسباير إثر وفاة طالب الأكاديمية لاعب كرة القدم اليافع محمد جمعة محمد بخيت راشد العلي، وذلك نتيجة لحادث سير مؤلم صباح يوم الأحد الماضي. وتوفي محمد جمعة، 13 عاماً، إثر حادث سير مروع على متن سيارة العائلة التي كانت تقل بالإضافة إلى السائق، الذي لقي حتفه أيضا، شقيقه الأصغر حسن الطالب بأسباير ولاعب كرة القدم الموهوب كذلك والموجود في العناية المركزة بالمستشفى في غيبوبة، ووالدته. وكان الراحل محمد واحداً من أكثر اللاعبين الناشئين موهبة في نادي السد وقطر، حيث كان يتدرب في أكاديمية أسباير لمدة سنتين قبل وفاته، كما أنه جال القارة الأوربية مع فريق أسباير دون 14 عاماً. وقد عشق الناشئ القطري الراحل لعبة كرة القدم منذ نعومة أظافره، وتوقع الكثيرون له مستقبلاً باهراً مع منتخب قطر الوطني، وذلك لبراعته الفائقة في مركز الظهير الأيمن. وتحدث إسماعيل عبد الغني آل عبد الغني، مسؤول تنسيقية إداريي كرة القدم في أسباير قائلاً: "خسرنا اليوم واحداً من أبرز اللاعبين الناشئين وأكثرهم موهبة في قطر". وأضاف: "كان محمد لاعباً موهوباً ومحترماً، ولا شك بأن وفاته المبكرة هي مأساة كبيرة لرفاقه وعائلته ولجميع العاملين في أسباير. لقد ترك محمد إرثاً لا ينسى، وسوف نتذكر دائماً التزامه الدائم بالتدريب وجديته كل يوم". فيما أكد ناصر الأحبابي، مسؤول إداري كرة القدم في أسباير:" أن محمد كان حريصا على الالتزام والانضباط والسلوك الحسن، ولم نسجل يوما أنه كان سببا في مشكلة أو سوء سلوك بل كان قدوة لزملائه اللاعبين بجديته وحب الجميع له." أما علي حمد الكبيسي، مدرب فريق أسباير 2000 فقال بحسرة:" إنا لله وإنا إليه راجعون، تلقيت الخبر المفجع بصدمة قوية ولم أستوعب الأمر. لقد فقدت أحد أبنائي المجدين والموهوبين داخل الفريق، كان ملتزما دائما بالتداريب ومحافظا عليها ولم يتخلف قط عن حصة واحدة، وكنت دائما أشيد به أمام زملائه وأبلغ والده بجديته وحرصه. فعلا لقد فقدت الكرة القطرية أحد نجوم المستقبل، واسأل الله له الرحمة والمغفرة ولأهله الصبر والسلوان، مصابنا واحد؛ والله يشفي أخيه حسن بإذن الله." وبالإضافة إلى موهبته الكروية الفذة وتفانيه في التدريب، كان محمد طالباً مجتهداً لطالما جاء في مقدمة صفه. فقد كان ابن الثالثة عشرة شغوفاً بالرياضيات واللغة العربية وآدابها. ويقول مدير مدرسته، السيد جاسم محمد الجابر عنه: "لقد كان محمد شاباً موهوباً، وكان بإمكانه أن يكون أكاديمياً لامعاً بالإضافة إلى موهبته الكروية". وأردف جاسم قائلاً: "كان محمد متعطشاً على الدوام للعلم والمعرفة، وقد تشرفت بمعرفته وتعليمه". وجدير بالذكر أن محمد كان محبوباً جداً من قبل زملائه. ولعل صالح سعيد الهلابي كان أحد أقرب هؤلاء إليه، حيث أنه كان يلعب معه في ذات الفئة العمرية خلال السنوات الأخيرة. وعلّق صالح على وفاة صديقه، قائلاً: "صُعق الجميع بوفاة محمد، فقد كان لاعباً موهوباً وإنساناً رائعاً يحترم عائلته ومدربيه ورفاقه". وأضاف سعيد: "لقد كان صديقاً ملهماً، وقائداً على أرض الملعب وخارجه، لكن وفاته ستدفعنا لمزيد من العمل والتدريب حتى نحقق ما كان يحلم بتحقيقه ونجعله فخوراً بنا". ولا يزال شقيق محمد، حسن البالغ من العمر 10 أعوام، في حالة غيبوبة في المستشفى، حيث يسهر الأطباء وعائلته من حوله، وخاصة والده، الحكم الدولي القطري السابق، جمعة محمد العلي، اللاعب السابق في نادي السدّ الرياضي. وسبق لحسن أن ظهر في إعلان تلفزيوني لأكاديمية أسباير أعرب خلاله عن إعجابه بإبراهيم خلفان، لاعب قطر المعروف. " كان محمد ولدا خلوقا وملتزما داخل الملعب وخارجه" يتذكر عامل الأمتعة في أسباير جلال رتناني." رافقت الفريق في عدة معسكرات خارجية في عدد من الدول الأوروبية وكنا أسرة واحدة ولاحظت أدب واخلاق محمد الله يرحمه حيث كان ملتزما بتدريباته وواجباته وترتيب ملابسه الرياضية، وحرصه على أوقات الصلاة واوقات الأكل والتدريبات." ومن جهته، علّق روبرتو أولابي، مدير كرة القدم في أكاديمية أسباير، على هذه المصاب الجلل، قائلاً: "يا لها من خسارة مريعة، إنني بغاية الصدمة والألم". وأضاف السيد اولابي: "ليس لدي أدنى شك بأننا جميعاً في اسباير سنقوم بما وسعنا للتخفيف من وطأة هذا المصاب عن أقرباء وأصدقاء محمد والعمل سويا على تحقيق حلمه وحلم زملائه في الفريق". وأعرب إيفان برافو، المدير العام لأكاديمية أسباير، عن عميق حزنه وبالغ تأثره بهذه الخبر المفجع، قائلاً: "لقد كان محمد إنساناً رائعاً ولاعباً موهوباً احترمه وأحبه الجميع". وأضاف السيد برافو: "أتقدم نيابة عن أكاديمية أسباير بأصدق التعازي إلى عائلته ورفاقه، وبالدعاء لأخيه حسن، وسنبذل قصارى جهدنا لرفع معنويات اللاعبين والعاملين بأسباير في هذه الأوقات الحرجة".