السبت 13 أبريل 2024 09:27 م
الدوحة- قنا- يأمل المنتخب الأولمبي خلال استضافته النسخة السادسة من بطولة كأس آسيا لكرة القدم تحت 23 عاما الاستفادة من هذه الفرصة؛ من أجل تسجيل ظهوره في منافسات دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024،للمرة الثالثة في تاريخه، بعد مشاركته من قبل في نسختي لوس أنجلوس عام 1984 التي شهدت تعادله أمام المنتخب الفرنسي في لقاء الافتتاح 2/2 قبل وداعه من دور المجموعات.
وفي أولمبياد برشلونة 1992 الذي صنع فيها الحدث بوصوله للدور ربع النهائي تحت قيادة المدرب التاريخي إيفاريستو دي ماسيدو، حتى خسر أمام منتخب بولندا بهدفين نظيفين في مباراة استضافها استاد كامب نو الخاص بنادي برشلونة.
وتؤهل بطولة كأس آسيا تحت 23 عاما المنتخبات أصحاب المراكز الثلاثة الأولى إلى مسابقة كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية المقبلة باريس 2024، فيما يلعب رابع الترتيب مباراة فاصلة مع ممثل إفريقيا منتخب غينيا.
وبالعودة للمشاركات القارية، فإن منتخب قطر الأولمبي لم يظهر بالصورة المأمولة في النسخة الأخيرة من نهائيات بطولة كأس آسيا تحت 23 عاما، التي استضافتها أوزبكستان في يونيو الماضي تحت قيادة المدرب التشيلي نيكولاس كوردوفا (مدرب منتخب تشيلي الحالي)، حيث خرج من دور المجموعات، مكتفياً بالحصول على نقطتين بتعادلين مع المنتخب الإيراني بهدف لمثله، ومع منتخب تركمانستان بهدفين لمثلهما، مقابل خسارته أمام المنتخب المضيف أوزبكستان بستة أهداف نظيفة.
ليغادر البطولة التي توج المنتخب السعودي بلقبها بعد تغلبه على منتخب أوزبكستان في المباراة النهائية بثنائية دون رد، فيما حل منتخب اليابان في المركز الثالث بعد فوزه على أستراليا بثلاثية نظيفة في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.
وبدأ العنابي الأولمبي الظهور في البطولة القارية من خلال المشاركة في النسخة الثانية، التي استضافتها الدوحة في يناير من العام 2016 بمشاركة 16 منتخبا، والتي كانت مؤهلة إلى أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، حيث بلغ الدور نصف النهائي قبل الخسارة أمام كوريا الجنوبية بهدف مقابل ثلاثة، ليحتل المركز الرابع بعد ماخسر أمام العراق بهدف لاثنين، فيما خطف المنتخب الياباني اللقب بفوزه على كوريا الجنوبية في النهائي بثلاثة أهداف لاثنين.
وكان الإنجاز الأبرز للأولمبي القطري حين عاود الظهور في نسخة عام 2018 التي استضافتها الصين، حيث حل في المركز الثالث، بفوزه على كوريا الجنوبية بثلاثة أهداف مقابل هدف في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، فيما نجح المنتخب الأوزبكي بالتتويج بلقب هذه النسخة بتغلبه على فيتنام في النهائي بهدفين لهدف.
وخرج المنتخب القطري تحت قيادة المدرب الإسباني فيليكس سانشيز «مدرب منتخبالإكوادور الحالي» من دور المجموعات في النسخة الموالية التي جرت عام 2020 في العاصمةالتايلاندية بانكوك بحلوله ثالثا في المجموعة الثانية، بعد حصوله على ثلاث نقاط من ثلاثةتعادلات خلف كل من منتخبي السعودية وسوريا، فيما توج المنتخب الكوري الجنوبي بلقبهذه النسخة بفوزه في النهائي على المنتخب السعودي بهدف نظيف.
كما غاب المنتخب القطري عن النسخة الأولى التي استضافتها سلطنة عُمان عام 2014، وتوجبلقبها المنتخب العراقي الذي تغلب على المنتخب السعودي بهدف نظيف في النهائي. وتوّجبلقب النسخ الخمس الماضية من البطولة كل من أوزبكستان وكوريا الجنوبية والعراق واليابان،والسعودية تواليا.
وتكفي المكانة التي وصلت اليها الكرة القطرية في السنوات الأخيرة، لأن تشكل حوافزااستثنائية، نحو تأكيد تواجد جيل آخر يحمل مشعل التألق، بعد أن فرض المنتخب القطريالأول نفسه سيدا للقارة، عبر الظفر بلقبين متتاليين لكأس آسيا للكبار، في حقبة ذهبية بدأتفي النسخة قبل الماضية عام 2019 وتجدد عهدها قبل أشهر قليلة بالتتويج فينسخة الدوحة 2023 عن جدارة واستحقاق.
ولأن موروث النجاح قد تجسد بعناصر من دون سن 23 عاما، تواجدت ضمن كوكبة نجوم ساهمت بالإنجاز القاري الأخير الذي كانتخطوته الأخيرة يوم العاشر من فبراير الماضي على استاد لوسيل المونديالي في النهائي الآسيوي2023، فإن الآمال تبدو عريضة في التوليفة المختارة لخوض غمار البطولة الاولمبية التي باتتعلى الأبواب، في تتويج جديد يكرس السيطرة القطرية.
وستكون التحديات في البطولة كبيرة، بعدما أوقعت قرعة الدور الأول، المنتخب القطري علىرأس المجموعة الأولى الصعبة التي تضم منتخبات أستراليا والأردن وإندونيسيا، على أن يستهلالمشوار بمواجهة المنتخب الاندونيسي يوم الأحد المقبل.
وتبدو الفرصة مؤاتيه لمنتخب قطر تحت 23 عاما في إعادة كتابة التأريخ، في ظل مقوماتفاعلة ستعزز مساعي الوصول الى الإنجاز المطلوب، يأتي في مقدمتها عاملين مهمين متمثلينبالأرض التي خبرها اللاعبون جيدا، وبالجمهور الذي بات يدرك دوره الفاعل في مد جسور ثقةنحو تحقيق الإنجاز عبر تقديم الدعم الكبير للمنتخب، كما فعل في كأس آسيا للكبار .
التحضيرات لكأس آسيا تحت 23 عاما، تمت وفق برمجة مطولة دأب الاتحاد القطري لكرة علىتبنيها، لتنطلق رحلة الإعداد عبر مساحة زمنية كافية من خلال مراحل تنافسية متعددة دخلهاالمنتخب الذي استقر فنيا بعد تسمية البرتغالي اليدو دو فالي مدربا شهر اغسطس من العامالماضي، ليكمل المدرب الجديد فترات الإعداد التي بدأها من سبقوه على رأس الإدارة الفنية،مع نفس العناصر التي كان يتم استدعاؤها في كل تجمع وفق الجهوزية الفنية والبدنية، معتحديد أسماء بعينها تشكل الركائز الأساسية للمنتخب الذي سيخوض غمار البطولة القاريةوبالهدف المسطر مسبقا وهي الوصول الى اولمبياد باريس 2024 .
وتضمنت خطة التحضير خوض غمار التصفيات المؤهلة الى كأس أسيا تحت 23 عاما، التيجرت في كوريا الجنوبية مطلع شهر سبتمبر الماضي بصفة اعتبارية دون احتساب النتائج، وذلكبعدما كان المنتخب القطري قد تأهل الى البطولة بصفته المستضيف، حيث كانت تلكالتصفيات بمثابة المهمة الأولى للمدرب الجديد اليدو دو فالي عقب توليه الإدارة الفنية، ليقدمالمنتخب مستويات طيبة وحقق الانتصار في المباريات الثلاث، حيث فاز على المنتخب الكوريالجنوبي صاحب الأرض بهدفين دون رد، وعلى منتخب مينمار بستة أهداف نظيفة ثم علىقرغيزيا بهدف دون رد .
وتواصلت فترة إعداد المنتخب القطري لكأس آسيا تحت 23 عاما، عبر المحطات تنافسيةأخرى، حيث شارك في مسابقة كرة القدم في دورة الالعاب الآسيوية التي جرت في مدينةهانغتشو الصينية آواخر سبتمبر الماضي، فتعادل مع المنتخب الفلسطيني بدون أهداف، وخسرأمام اليابان بثلاثة أهداف لهدف، ليحجز مقعدا في الدور ثمن النهائي من بين أفضل الثواني،قبل أن يخسر أمام المنتخب الصيني صاحب الأرض بهدف دون رد .
ودخل المنتخب القطري عديد المنافسات الودية خلال فترات التوقف المدرجة على أجندةالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) فخاض دورة رباعية في المملكة العربية السعودية شهرنوفمبر الماضي، حيث خسر أمام المنتخب الاسترالي بهدفين لهدف، وفاز على المنتخب الأردنيبهدف دون رد، ثم التقى المنتخب الكويتي في الدوحة شهر أكتوبر ، وفاز عليه بهدف دون رد ،قبل ان يدخل معسكرا تدريبيا محليا في الدوحة آواخر شهر ديسمبر .
وتمثلت التحضيرات الرئيسية للبطولة القارية، بالمعسكر الأخير الذي دخله المنتخب القطريفي الدوحة منذ منتصف مارس الماضي، وتضمن خوض أربع اختبارات ودية، حيث كانت البدايةبمواجهة المنتخب الأوزبكي في مناسبتين، انتهت الأولى بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، فيماخسر المنتخب القطري المباراة الثانية بهدف لاثنين، ثم خسر أمام المنتخب الصيني بهدفيندون مقابل، قبل أن يفوز على نظيره الماليزي بهدف دون رد.
واستقر الجهاز الفني للمنتخب القطري عقب المعسكر الأخير على القائمة النهائية التيستخوض غمار كأس آسيا تحت 23 عاما، حيث ضمت القائمة كل من : أمير حسن (العربي)،علي نادر (الخور)، يوسف عبدالله (السد) لحراسة المرمى، عبدالله العلي وأحمد الراوي ونايفالحضرمي وتميم منصور مفتاح (الريان)، جاسم جابر (العربي)، عبدالله اليزيدي ومصطفىطارق (السد)، عبدالله يوسف وسيف الدين فضل الله (الغرافة)، فارس سعيد ولطفي ماجر(الدحيل)، خالد علي ونبيل عرفان (الوكرة)، جاسم الشرشني وعيسى النجار ومحمد عياش(الأهلي)، مهدي سالم (الشمال)، محمد مناعي (المرخية) محمد خالد والهاشمي الحسينومبارك شنان (كالهورا الإسباني).
وتعد قائمة الاولمبي من بين المقومات التي تدعم آمال تحقيق الإنجاز المنتظر، ذلك أنالتوليفة تضم أسماء وازنة تملك رغم صغر سنها خبرات تراكمية من خلال خوض تجارب كبيرة،على غرار جاسم جابر الذي كان من بين أبرز اللاعبين الذين ساهموا في تتويج المنتخب الأولبلقب كأس آسيا 2023 الى جانب مصطفى طارق، في حين طرقت أسماء أخرى شابة، أبوابالمنتخب الأول بكل قوة مؤخرا، أمثال أحمد الراوي وتميم منصور ونايف الحضرمي ومهديسالم، فيما ثمة لاعبين يعتبرون ركائزا اساسية في فرقهم خلال مباريات دوري نجوم اكسبو، علىغرار سيف الدين فضل الله وخالد علي وجاسم الشرشني وعيسى النجار وغيرهم، في حين تماستبعاد الثنائي أحمد السعيد وأحمد رياض بسبب تعرضهما لقطع في الرباط الصليبي خلالالمعسكر الأخير للمنتخب .
وتؤكد كل المقومات التي يملكها المنتخب القطري، قدرته على أن يكون رقما صعبا في النسخةالسادسة من كأس آسيا تحت 23 من أجل الظفر باللقب وتأمين التأهل الى اولمبياد باريس،للتأكيد على أن الكرة القطرية تمضي بثبات في مرحلة استثنائية على مستوى الانجازات.