الفنان الصيني زو بينغ يزور مشاريع كأس العالم 2022

background image

الاثنين 02 مارس 2015 04:46 م

متابعة : بلال مصطفى/م/ب// تخيل عالماً تتحول فيه المواد المعاد تدويرها إلى أعمال فنية ملهمة، وتحتفظ فيه الملاعب القديمة بذاكرتها وثقافتها بعد إزالتها من خلال أعمال فنية تُعرض في محطيها بعد تجديدها. إنه عالم الفنان الصيني زو بينغ أحد أشهر الفانين المعاصرين في العالم اليوم، والذي زار قطر مؤخراً واطلع فيها على العديد من مشاريع البناء الضخمة، بما في ذلك الاستادات المرشحة لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022. وقد التقى موقع اللجنة العليا للمشاريع والإرث بالفنان الصيني المعروف خلال زيارته للدوحة وسأله عن رؤيته للأعمال الفنية المعتمدة على المواد المعاد تدويرها . حيث قال: "تعتمد الكثير من أعمالي الفنية على المواد المهملة أو المعاد تدويرها، حيث أقوم بتوظيف هذه المواد التي لا يلتفت لها الناس عادةً بشكل فني. إن استخدام هذه المواد في الأعمال الفنية كما هو الحال مع استاد الريان مثلاً, هو أسلوب مثير للاهتمام إذ يمنح قيمة كبيرة لأشياء كان الناس قد تخلوا عنها". وأضاف زو بينغ: "إن مخلفات هدم ملعب الريان ليست مجرد مواد خام سيُعاد تدويرها، فهي تحمل الكثير من ذكريات الرياضة في قطر، وباستخدام تلك المواد نتمكن من تقديم رسالة ذات مغزى عميق ومؤثر يترك صداه عند عموم المجتمع القطري". ويقيم الفنان الصيني -الذي يُعرف باعتماده على المواد المعاد تدويرها في العديد من أعماله الفنية- في العاصمة الصينية بكين حيث يشغل منصب رئيس الأكاديمية المركزية للفنون الجميلة، كما يُعرف بينغ بمهاراته في صناعة الأعمال الفنية المركبة، وبالاستخدام الفني الإبداعي للغة والكلمات والنص. وخلال زيارته لقطر، اطلع زو بينغ على خطط اللجنة العليا لتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 وزار موقع تشييد استاد الريان والمكان الذي سيتم فيه الاحتفاظ بجميع المواد التي تخص الملعب القديم. كما زار مقرّ اللجنة العليا للمشاريع والإرث حيث التقى بفريق عمل اللجنة وتباحث معهم حول سبل التعاون المشتركة للاستفادة من خبراته في برامج الفنون المختلفة التي تسعى اللجنة العليا لتنفيذها في محيط الاستادات وفي سائر مشاريعها في الطريق لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022. وبعد لقائه بالفنان المعاصر زو بينغ في مقرّ اللجنة العليا للمشاريع والإرث قال ناصر الخاطر، المدير التنفيذي للاتصال والتسويق في اللجنة العليا: "نحن نولي اهتماماً كبيراً لعنصر الاستدامة في جميع مشاريعنا. واستخدام المواد المعاد تدويرها من مشاريع الاستادات في الأعمال الفنية يفتح المجال واسعاً أمام الابتكار في هذا المجال. سنواصل جهودنا مستقبلاً لاستكشاف طرقٍ جديدة لاستخدام مخلفات البناء والمواد المعاد تدويرها، كما سنستمرّ في التعبير عن شغفنا تجاه لعبة كرة القدم، ورؤيتنا لاستضافة أكبر بطولة لكرة القدم في العالم بمختلف الوسائل". وتجدر الإشارة إلى أن اللجنة العليا ملتزمة بالحد من المخلفات الناتجة من مشاريعها، وهي تسعى لتخفيض نسبة المخلفات الناجمة عن هدم ملعب الريان بأكثر من 90% من خلال إعادة استخدام وتدوير معظم المواد الناتجة عن عملية الهدم أو تخزينها للاستخدام المستقبليّ. كما زار الفنان الصيني العديد من المتاحف والمواقع التراثية في مختلف أنحاء البلاد وأعرب عن رغبته "بابتكار عملٍ فنيّ يعكس ملامح الثقافة القطرية والحضارة الإسلامية ". مضيفاً: "لقد رأيت بعض أوجه التشابه بين الثقافتين القطرية والصينية، فلشعب قطر علاقة عميقة جداً مع الطبيعة، كما أن دولة قطر تتميز بالحيوية والتسامح وقدرتها على استيعاب العديد من الثقافات، وهو الأمر الذي يُمكنها من تقديم منجزات معاصرة ذات مستوى عالميّ". وإثر لقائه بطلاب جامعة فرجينيا كومنولث في قطر قال بينغ: "لقد استمتعت حقا بالعمل مع الطلاب، وقد ساعدني هذا اللقاء على إدراك أن لكل جيل مميزاته وصفاته الخاصة، وجعلني أدرك أيضاً حدود قدراتي الذاتية". وقد سبق لبينغ أن عمل مع طلاب جامعة فرجينيا كومنولث في الولايات المتحدة، حيث حظوا بفرصة المساهمة في صناعة أحد أبرز أعماله الفنية والمسمى "توباكو" (التبغ). وأوضح زو بينغ أنه قد استوحى فكرة هذا العمل خلال زيارة قام بها إلى مدينة دورهام، في ولاية كارولاينا الشمالية قائلاً: "كانت المدينة بأكملها تعج برائحة شبيهة برائحة السجائر، بالإضافة إلى وجود أحد أشهر المراكز المتخصصة بعلاج السرطان فيها ". وقد طلب الطلبة من بينغ تقديم نصائح إلى الفنانين الشباب الواعدين الذين يفتقرون إلى الموارد والوقت والمال فأجاب: "حاولوا أن تتكيفوا مع إمكاناتكم ومهاراتكم التي تُميز كل واحدٍ منكم، واستثمروا هذه المهارات لأبعد الحدود." وفي نهاية جولته زار بينغ معرض الرواق في متحف الفن الإسلامي، والتقى مع جان بول إنغلين مدير البرامج الفنية العامة وذلك للاطلاع على معرض العام الثقافي القطري البرازيلي والذي يسبق العام الثقافي القطري الصيني في 2016.