استاد البيت .. تحفة معمارية بتراث أصيل

background image

السبت 21 يونيو 2014 03:51 م

متابعة: بلال مصطفى/م// الخور، تلك المدينة الساحلية الهادئة التي تقع على بعد 40 كيلومتراً شمال العاصمة الدوحة، تنتظر بلهفة إشراق شمس المستقبل، حيث ستحتضن استاد البيت والمنطقة المحيطة به ليعيد للأذهان روح ماضي قطر العريق، بينما يعانق في إبداعها البعد العالمي لمستقبل البلاد. ستتولى مؤسسة أسباير زون تنفيذ استاد البيت والمنطقة المحيطة به، وهي إحدى شركاء اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وسيكون الاستاد الذي يتسع لـ 000,60 مشجع جاهزاً عام 2022 لاستضافة مباريات بطولة كأس العالم لكرة القدم. حيث سيفي بجميع متطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الخاصة بذلك، وستقوم شركة دار الهندسة بأعمال استشاري التصميم استاد البيت والمنطقة المحيطة به بينما تتولى شركة بروجاكس أعمال إدارة المشروع. التصميم يجسد استاد البيت روح قطر، حيث يستخدم أحدث التقنيات وأروع الابتكارات ليروي للعالم قصة هذه البلاد، التي كانت ومازالتدولة الكرم والجود، مضيافة ترحب بكل زوارها على اختلاف أصولهم وثقافاتهم، وتحتضنهم بكل دفئ وكأنهم أصحاب المكان، مهما اختلفت الظروف من سراء أو ضراء. منذ عدة قرون وقطر تحتضن أهلها من بدو وحضر، ويعيش البدو الرحل بالأصل في الصحراء حيث يعيشون على رعي الحيوانات كالإبل والأغنام والماعز. أما أهل الحضر فيعيشون على امتداد السواحل، ويعملون في الغوص بحثاً عن اللؤلؤ والصيد والتبادل التجاري مع البلاد المجاورة. وعلى الرغم من أن استاد البيت يقع بالقرب من الساحل القطري، إلا أنه سيقوم والمنطقة المحيطة به بتعريف الجماهير والزوار من جميع أرجاء العالم على الثقافة الصحراوية الأصيلة. صمم استاد البيت على غرار بيت الشعر، أي الخيمة التي استخدمتها القبائل البدوية قديماً في قطر والدول المجاورة كمكان للسكن، ولشكلها الخارجي طابع مميز حيث كانت سوداء اللون مع خطوط بيضاء بارزة جلية لها عدة دلالات. حيث أن سماكة الخطوط البيضاء وعددها يدل على قبيلة مالك الخيمة، فكان من السهل رؤية الخيمة من مسافات بعيدة بفضل هذا التصميم المميز. وكانت رؤية الخيمة ذات الخطوط السوداء والبيضاء في الأفق من قبل المرتحلين عبر الصحراء بمثابة دعوة من صاحب الخيمة للاستمتاع بكرم الضيافة الأصيلة، بغض النظر عن معرفتهم المسبقة به. سيواصل استاد البيت هذا التقليد الأصيل، حيث يدعو جميع عشاق كرة القدم من شتى أرجاء العالم ليتجمعوا معاً مهما كانت اختلافاتهم الثقافية للتمتع في الاحتفالية العالمية المرتقبة لهذه اللعبة الجميلة. وكما هو الحال في الخيمة التي يعمل شكلها الخارجي ومكوناته على إبقائها باردة في الصيف ودافئة في الشتاء، فإن استاد البيت سيتميز بدرجات حرارة مثالية تمكن اللاعبين من التألق على أرض الملعب كما تضمن الراحة للجماهير على المدرجات على مدار السنة. 2014_06_21_AlBaytStadium_AlKhorCity_11 اللونان الأبيض والأسود في الداخل أما التصميم الداخلي للخيمة فهو مغاير للألوان الخارجية التي اقتصرت على الأبيض والأسود، ويعتمد بشكل أساسي على النقشات التي عادةً ما يكون اللون الأحمر هو اللون الرئيسي فيها. وتتغير هذه النقشات التقليدية المصنوعة من نسيج السدو من منطقة إلى أخرى ومن عائلة إلى أخرى أيضاً. وتمثل هذه النقشات الجميلة رسالة ترحيب بالضيف، الذي يشعر بمجرد الدخول إلى بيت الشعر بدفء الاستقبال وكرم الضيافة والدعوة للاسترخاء. وهكذا هو الحال في استاد البيت ، حيث يقدم التصميم الداخلي المستوحى من نقشات السدو للزوار القادمين من الخارج لمسةً من عبق التصاميم القطرية التقليدية، كما يعيد إلى أذهان الجماهير القطرية تراث آبائهم وأجدادهم. "البيت" نسيج فريد لاستدامة طويلة اقتضت الضرورة في الخيام التي استوحى استاد البيت تصميمه منها أن تكون مصنوعة من نسيج فريد ومستدام يناسب الحياة الصحراوية. لقد استخدم أهل الصحراء وبر الحيوانات التي استخدموها في تنقلهم وطعامهم في نسج خيوط خيامهم، ولذلك أطلق عليها اسم بيت الشعر. وعلى الرغم من بساطة تصميمها، كانت بيوت الشعر تفي بالكثير من متطلبات حياة البادية مثل سرعة وسهولة البناء والتفكيك وخفة الوزن بحيث يمكن حملها على ظهور الحيوانات لمسافات قد تكون طويلةفي بعض الأحيان، كما يتطلب أن تكون باردة في الصيف، دافئة ومريحة في الشتاء. ويشترك استاد البيت مع الأجيال التي عاشت في بيوت الشعر بالالتزام بتحقيق أعلى مستويات الاستدامة، حيث تستخدم أحدث تقنيات ومواد البناء بهدف الحصول على أعلى درجات الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة (LEED)، ونظام تقييم الاستدامة العالمي (GSAS). ولتحقيق رؤية دولة قطر الهادفة لاستضافةٍ خالية من الكربون لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، سيتضمن إنشاء الاستاد والمنطقة المحيطة به مواد الأبنية الخضراءالتي تقلل من استخدام الكربون، وتتضمن كذلك أفضل الممارسات في استخدام الطاقة. كما سيتم توليد الطاقة المتجددة داخل المنطقة المحيطة بالاستاد، مما يعني الحد من انبعاث الكربون. بيت 1