متابعة: بلال مصطفى/ب// مثلت فرصة المشاركة في برنامج "الجيل المبهر" وحضور مباريات كأس العالم فيفا 2014 في البرازيل مصدر سعادةٍ غامرة بالنسبة لـ"مونا بنجالي" (13 عاماً). والتي نقلتها هذه التجربة من مقاطعة "كيلالي" في أطراف النيبال إلى "ساو باولو" في البرازيل مروراً بالدوحة، حيث شاركت "مونا" مع سفراء آخرين وشبابٍ من كافة أرجاء العالم في برنامج تطوير القيادات الشابة في العاصمة القطرية. "مونا" لم تكن المشاركة الوحيدة من النيبال في الرحلة التي استمرت لأسبوعين من 15-29 يونيو 2014، حيث شاركها 5 سفراء آخرون من 3 مقاطعات مختلفة في تمثيل بلادهم في برنامج "الجيل المبهر" . الذي أطلقته اللجنة العليا للمشاريع والإرث بمشاركة فتيان وفتيات من قطر والأردن وباكستان بالإضافة إلى النيبال. وقد حظي المشاركون الستة بفرصة زيارة الدوحة، قبل توجههم -إلى جانب المشاركين من مختلف الدول- إلى مدينة "ساو باولو" في البرازيل والتي تعرفوا فيها على الثقافة البرزيلية، وزاروا عدداً من مقارّ الجمعيّات الخيريّة. كما شاركوا في مجموعة من الأنشطة التعليمية وتمارين القيادة، قبل أن يخوضوا عدداً من المنافسات الكروية مع نظرائهم من الفتيان والفتيات البرازيليين. وتنحدر "مونا" وسائر المشاركين النيباليين من مناطق ريفية نائية في بلادهم، تفتقر لأبسط متطلبات الحياة الحديثة، ويواجه فيها الأطفال اليافعون بشكل عامّ تحديات اجتماعية وثقافية متعددة. مما يزيد من قيمة المشاركة بالنسبة لهم حيث أكسبتهم رحلتهم إلى قطر والبرازيل خبراتٍ حياتيّة وقدرات ستُساعدهم على تغيير حياتهم نحو الأفضل. فلدى عودتها إلى بلدتها "فولباري" -الواقعة في الطرف الغربيّ الأقصى لمقاطعة "كايلالي"- بدأت "مونا" في تطبيق ما تعلمته في محيطها ومجتمعها، حيث أصبحت عضواً فاعلاً في حملة "علموا الفتيات، اقضوا على الفقر" والتي تُنظمها جمعية "ميرسي كوربس". وتؤكد "مونا" على عزمها على رفع نسبة مشاركة الفتيات في التعليم والأنشطة الرياضية -والتي هي متدنية جداً في مجتمعها في الوقت الحاليّ. حيث تقول: "أطمح لإقناع عدد أكبر من الفتيات بالمشاركة في لعبة كرة القدم، وأسعى لنشر التوعية في مجتمعي حول دور الرياضة في تعزيز ثقة الفتيات بأنفسهن وتطوير قدراتهن القيادية." وتقوم "مونا" أيضاً بتنظيم مباريات كرة قدم وديّة، كما تشارك مع فتيات منطقتها الخبرات التي اكتسبتها من رحلة البرازيل حول تنظيم الأنشطة الرياضية، وتقييم الموارد، وحلّ المشكلات، ومشاركة الفتيات في الأنشطة التنمويّة. ويمنح حسّ المبادرة الذي اكتسبته "مونا" ونشاطها المتزايد في منطقتها احساساً بالفخر لأبيها الذي كان يعمل في الماضي مغترباً عن بلاده ليوفر الحياة الكريمة لعائلته. وبات اليوم السفراء الستة من نيبال بمن فيهم "مونا" أكثر وعياً بحجم المشكلات التي تواجه الفتيان والفتيات في مجتمعهم، وأكثر استعداداً لمواجهة هذه المشاكل بما اكتسبوه من خبرات ومعارف وقدرات قيادية ومهارات إقناعية . والتي تُساعدهم في نشر الوعي حول هذه المشكلات والإجراءات التي يجب اتخاذها لحلها، كما باتوا بالتأكيد أكثر عزماً على مواصلة مشوارهم مع لعبة كرة القدم. وذلك بعد أن منحهم برنامج سفراء "الجيل المبهر" الدافع، والخبرة، والثقة، والمعارف اللازمة لتمكينهم من تطوير قدراتهم ولعب دور قياديّ في تنمية مجتمعاتهم، في المقاطعات الثلاثة التي ينحدرون منها.