الأربعاء 28 يناير 2015 03:36 م
شكّل تتويج المنتخب القطري بلقب كأس آسيا تحت 19 سنة 2014 مفاجئة كبيرة للعديد من المراقبين خصوصاً وأن منتخب قطر تحت 19 سنة لم يفز سابقاً باللقب الآسيوي وكان أفضل مركز حصل عليه هو الوصيف بمشاركته الأولى بالبطولة عام 1980.
إلا أن النتائج اللافتة التي حققها "العنابي" الشاب في البطولة التي أقيمت بميانمار العام الماضي، جاءت بعد عمل وجهد كبيرين قام به الإتحاد القطري لكرة القدم بالإضافة إلى أكاديمية أسباير التي تهتم بشكل أساسي بالفئات العمرية والتي شكّلت الرافد الأساسي للمنتخب القطري الواعد.
وقد كان مهندس النجاح الذي حققه المنتخب القطري بالنهائيات الآسيوية المدرب الأسباني فيليكس سانشيز الذي استلم تدريب المنتخب عام 2013 والذي كشف لموقع FIFA.com السر وراء النجاح الكبير الذي حققته الكرة القطرية مؤخراً بالقول "هناك عوامل متعددة لعبت دوراً مهماً وليس التدريب فحسب؛ فهناك برنامج تم وضعه في السنوات الثمانية الأخيرة في أكاديمية أسباير وفي المنتخب وفي الأندية. كما كان لنا برنامجاً جيداً للإعداد للمنافسات المختلفة ولدينا عدد مهم من الأشخاص الذين عملوا سوياً لتحقيق تلك النتائج."
كان مشوار المنتخب القطري نحو المباراة النهائية لكأس آسيا تحت 19 سنة 2014 مميزاً بعدما تصدّر مجموعته الرابعة متفوقاً على كل من كوريا الشمالية والعراق وعمان قبل أن يتخطى الصين في ربع النهائي ليحجز بذلك مقعده في كأس العالم تحت 20 سنة نيوزيلندا 2015 FIFA ليعود بذلك إلى العرس العالمي للمرة الثالثة بعد مشاركته الرائعة في 1981 عندما وصل إلى المباراة النهائية والبطولة الثانية التي شارك فيها عام 1995 عندما استضاف النهائيات.
وفي نصف النهائي، تفوّق المنتخب القطري على أصحاب الأرض ميانمار بنتيجة 3-2 بعد الوقت الإضافي قبل الفوز على كوريا الشمالية بهدف نظيف. إلا أن سانشيز اعتبر أن المشوار الآسيوي لم يكن سهلاً حيث قال "في كل مباراة واجهنا سيناريوهات مختلفة، بصعوبات مختلفة ولم تكن هناك مباراة سهلة وأخرى صعبة. لكن ما يمكنني ان أقول هو التنويه أكثر بالتركيز الذهني القوي للاعبينا الشباب لمواجهة تلك الحالات والسيناريوهات المختلفة والتعامل مع كل مباراة على حدة."
وقد أثنى فيليكس، الذي يعمل أيضاً مع أكاديمية أسباير، على الدور الذي لعبته الأكاديمية في تجهيز المنتخب القطري كاشفاً "بالنسبة لي شخصياً فإن أكاديمية أسباير هي الأساس بالنسبة لهؤلاء اللاعبين إذ إن جميع لاعبي منتخب الشباب هم من أكاديمية أسباير منذ 8 و7 و6 سنوات ولهذا السبب تمكنوا من تطوير أنفسهم كلاعبين وكأشخاص وتمكنوا من الوصول إلى المستوى الحالي من النضج."
واللافت أن تشكيلة المنتخب القطري التي شاركت في ميانمار، ضمت 13 لاعباً يلعبون في أوروبا وهو ما اعتبره فيليكس خطوة مهمة أيضاً في الطريق لمستقبل أفضل لكرة القدم القطرية معتبراً "لقد تقرر أن يكون الإحتراف الأوروبي خطوة أخرى في مشوار مخطط تطويرهم كلاعبين محترفين في المستقبل من خلال ابتعاثهم إلى أندية أوروبية محترفة. إنها تجربة عظيمة بالنسبة للاعبين وبالنسبة لنا نعتقد على نطاق واسع أنهم استفادوا بشكل كبير من التجربة."
وبالحديث عن المستقبل، قال المدرب ذو التاسعة والثلاثين من العمر والذي عمل سابقاً في أكاديمية برشلونة، بأن الهدف الأسمى هو أن يكون هؤلاء اللاعبين ضمن تشكيلة المنتخب القطري الأول حيث قال "نتمنى أن يتمكن البعض منهم أن يكون ضمن صفوف المنتخب الوطني القطري في نهائيات كأس العالم 2022 بل ونتمنى أن يكون البعض منهم ضمن المنتخب القطري في كأس العالم قبلها في 2018."
وأضاف متحدثاً عن أهمية اللعب في نيوزيلندا 2015 "بالنسبة لي فإن أكبر قدر من التجربة والخبرة والإحتكاك في سن مبكرة من شأنه أن يؤهلهم بشكل أفضل ولائق لمواجهة المنافسات الكبيرة من حجم كأس العالم على مستوى المنتخب الأول؛ ونتمنى أن يحققوا الفائدة والإستفادة من المنافسات القادمة على المستوى القريب والمتوسط والبعيد "
أهمية الفئات العمرية
لعبت أكاديمية أسباير دوراً مهماً جداً في تكوين المنتخب القطري من أجل الفوز بكأس آسيا تحت 19 سنة وقد تحدّث موقعFIFA.com مع مدير الأكاديمية الأسباني روبرتو أولابي حول العمل الذي قاموا به من أجل تأسيس منتخب يسعى للوصول بعيداً في نهائيات نيوزيلندا 2015.
وقال أولابي "لقد طلبت الأكاديمية من الاتحاد القطري لكرة القدم تولي مهمة إعداد كل المنتخبات من تحت 13 سنة إلى تحت 19 سنة. وقد وافقت كل الأندية القطرية على طلب أكاديمية أسباير بتدرب كل اللاعبين في أسباير على مدار الأسبوع من الأحد إلى الخميس على ان يلتحقوا بانديتهم في نهاية الأسبوع للتدرب ولعب المباريات."
وأضاف "لذلك، من السهل تكوين كل المنتخبات من أكاديمية أسباير بما أنه 100% من لاعبي المنتخبات هم بالأساس جزء من برنامج أسباير للتطوير ولهذا السبب فإنه من المهم جداً أن يدعم الإتحاد والأندية أكاديمية أسباير لتطبيق برنامج مشروع التطوير من خلال برنامج المنتخبات الوطنية."
وحول أهمية العمل على صعيد الفئات العمرية والقواعد الكروية كشف اللاعب السابق لنادي ريال سوسييداد قائلاً "لقد سطرت الأكاديمية طريقة عمل من خلال طريقة محددة ومدروسة مبنية على ثلاثة خطوات لتدريب اللاعبين الصغار؛ وهي طرق خاصة ومصممة لتناسب سن اللاعبين الشباب،" مضيفاً "العمل القاعدي في كرة القدم مع الأشبال يلعب دوراً مهماً ليس فقط على مستوى العملية التدريبية وتكوين المدربين ولكن على مستوى التطوير الشامل لكرة القدم في قطر ونموها."
وقد أقام الإتحاد القطري حتى الآن ثلاث دورات من برامج Grassroots من FIFA خلال أعوام 2010 و2012 و2014 كجزء من المشروع العام للإتحاد القطري لكرة القدم في الترويج لكرة القدم على مستوى الناشئين ضمن إطار الإستعدادات لكأس العالم 2022 FIFA وهي البرامج التي أثمرت بشكل ناجح حتى الآن.
وقد تحدث أولابي عن أهمية هذه الدورات قائلاً "بالنسبة لخطوة التطوير التي تم وضعها بين الإتحاد القطري لكرة القدم وFIFA في السنوات الأخيرة، فهي في غاية الأهمية بالنسبة لتطوير الرياضيين الشباب وزرع ثقافة الرياضة في مجال كرة القدم."
وختم قائلاً "مما لا شك فيه أن الأمر في غاية الأهمية بالنسبة لقطر أن يعمل FIFA على وضع برامج تطوير في الدوحة كجزء من استراتيجية التطوير القائمة بهدف ترسيخ الممارسة في الفترة ما قبل نهائيات كأس العالم 2022 FIFA."